في عالم مليء بالافكار و الهواجس، الايدولوجيات و الثقافات المختلفة لا اجد الا ان أتذكرك. حاسوبي هذا الذي اكتب عبره كلماتي قد يقرأ بين الحين و الآخر لغة برمجية جديدة ليست بالصفر و لا بالواحد, أظنها لغة مشحونة ببعض الذكريات و الحنين و مشحونة بعبق الياسمين. ياسمين دمشق!
أكاد لا أنسى منظر الناس وهم يملؤون الرصيف الموازي لكلية الحقوق و آخرين كأنهم قد خرجو لتوهم لحياة جديدة ليس فيها قيد الاهل كما السابق, نعم انهم طلاب السنة الاولى في الجامعة!
لن ابالغ اذا قلت ان من يمشي في طرقات دمشق نهارً يشعر كأنما الطرقات هي من تحمله و من يتسكع فيها ليلاً لن يشعر بوحدة المكان و الزمان حيث كل شيء يشعرك بالأُنس.
أكثر شيء يحزنني بعد انتهاء اجازتي كل سنة او اثنتين أني لم اشبع منك دمشق!
كنت متجهاً لزيارة قصر العظم كان ذلك في حزيران الماضي, وصلت الى سوق الحميدية و بدأت أصور جميع ما رأت عيني و عدسة الكاميرا, عند العطش لن تذهب الى دكان لتشتري مياه ( مسافي ) او علبة ( بيبسي) فها هي مياه الفيجة تروي عطشك باطيب طعم. طبعا لم اصل لهدفي ذلك اليوم بسبب اتصال من صديق عزيز من الـ ( كوليج ميت ) ذهبت للمزة و فيها تشعر بشيء من دمشق الحديثة حيث ( براندات ) المطاعم الاجنبية على جانبي الخط السريع.
اكثر ما أتذكر من هواء دمشق ذلك الذي استنشقته عدة مرات بعد خروجي في وقت متأخر من الليل من ( الانترنت كافي ) في ساحة الجسر الابيض حيث الهدوء التام , و أخذ مكرو ( دوار شمالي ) للتوجه الى المدينة الجامعية حيث كنت أقطن. بالحديث عن المدينة الجامعية فقد زرتها انا و اثنين من اصدقائي خلال اجازتي الاخيرة و للصراحة لن يستمتع باجواءها الا من كان يقطن فيها اما زائرها فلن يشعر كما كنت اشعر ايام زمان.
دمشق, حتى لساني يشعر بشيء من الجمال في لفظ اسمك.
اراك قريبا باذن الله يا شآم يا مدينة السلام.
آي محمد 